حسن جابر الفارس
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : العمر : 37 المزاج : عاشق حتى الهذيان
| موضوع: بــــلا نــــوم الثلاثاء 26 أكتوبر - 13:23 | |
| قصتي مع الأرق قديمة ، تبدأ منذ عقدين من الزمن ، أعاني أرقاً غريباً ، يأتي ويروح دون ضوابط .أتوقعه في أحيان فيأتي ، وأتوقعه في أحيان فلا يأتي ، وأتوقع النوم في أحيان فيأتيني الأرق ، وأتوقع الأرق في أحيان أخرى ... فيأتي النوم ..!الأرق عندي ثلاثة أنواع :الأول : أرقٌ بلا سبب ...! أو لنقل أرقٌ متعدد الأسباب ، أحياناً أعرف أسبابه وأحياناً لا أعرف ..!الثاني : أرق الكتابة ... ولعله الأرق الوحيد الذي أحبه ، أو لنقل الأرق الذي أتسامح معه ، رغم أنه مجهدٌ جداً .الثالث : أرق السفر ...!أرق السفر بالنسبة لي ليس بسبب تغيير الفراش ، بل بسبب فكرة السفر ذاتها ، والدليل على ذلك حالة الأرق التي أكتب من خلالها الآن ، أنا الآن مازلت في فراشي في منزلي ، ولكني لا أستطيع النوم لأني مسافر غداً !النوم سلطانٌ ، ولكن سلطانه ليس مطلقاً ، النوم سلطانٌ "ديمقراطي" ، تنازعه قوى أخرى سلطاته ، كم كنت أتمنى أن يكون السلاطين العرب مثل النوم ، يمكن منازعتهم في السلطة !نوم السفر له طعم خاص ، فهو نوم سطحيٌ ، متقطعٌ ، عابرٌ ، خفيفٌ ...!لا أتعاطى المنومات في السفر ... ولا في الإقامة ...الأدوية المنومة غش ... خداع ... مثل المنشطات الجنسية ...!
لا أتعاطى المنشطات الجنسية ، ولا الأدوية المنومة ... أبداً !أحياناً يستغيث الجسم ... فتغيثة الروح بمدد من خالقها ، فيصمد الجسم بشكل غير منطقي ( من الناحية المادية ) ، فيعمل الجسم لأيام وأيام ، وبكفاءةٍ عالية ، رغم عدم نيل القسط الكافي من النوم ، وهذا أمرٌ غريبٌ .أذكر أنني عملت لمدة أسبوع كامل في برنامج وثائقي ، كنت مع فريق التصوير في دولة الإمارات ، ولم أنم لثلاث ليال متواصلة باستثناء غفواتٍ في السيارة ...!كان أدائي أمام الكاميرا متميزا جداً ... بشهادة بقية أعضاء الفريق ...النوم أنواعٌ ... أردؤُها ( بالنسبة لي ) ... نوم السفر .. أو أرق السفر ...!حين يتأمل الإنسان في (ميكانيزم) النوم يستغرب ، بل يكاد يجن ، فهناك الكثير من البشر الذين لا يبذلون أي جهد في النوم ، وهناك أشخاص آخرون يفعلون كل ما يخطر على البال لينالوا قسطا من النوم ولا ينالونه !عند المتصوفة ... يقولون إن من علامات الولاية النوم !فالله إذا رضي عن العبد "سخر له النوم" ، هكذا يقولون ...!ومما يحكى عن الأستاذ حسن البنا مثلا ، أنه كان كذلك ، فكان لا ينام ، وإذا تعب استأذن ممن هم في صحبته فيسند رأسه إلى الحائط يغفو ربع أو نصف ساعة ، ثم يقوم وهو في قمة النشاط ، هكذا قال لي بعض أصحابه .النوم من صفات النقص ، وعدم النوم من صفات الكمال ، لذلك قال تعالى في صفاته : "لا تأخذه سنة ولا نوم" ...فالإنسان ناقص ، لذلك ينام .وكثير من الوظائف الحيوية للجسم تتم في حالة النوم ، والأطباء المتخصصون يرون النوم درجات ، بعضها يصل بالإنسان إلى درجة الإشباع ، وبعضها لا يصل ، وقد اخترعت بعض الأجهزة لقياس درجة عمق النوم ، والفكرة تعتمد على التنفس بشكل صحيح في أغلب الأحيان ...في جميع الأحوال ... لم أستطع أن أتعرف على مشكلتي الشخصية مع النوم ، ولم أتمكن – حتى الآن – من تحليل مشكلة الأرق الذي ينقض علي و يحاصرني حتى يذكرني بقول الشاعر :فإنك كالليل الذي هو مدركي : وإن خلت أن المنتأى عنك واسعُ !لذلك ... أصبحت أستغل حالات الأرق في العمل ، فإذا عجزت عن النوم ، أقوم (صاغرا) بعد ساعة من فراشي لأكمل عملا كنت قد بدأته ، حتى يأتي النوم ، فأذهب بعد ذلك إلى الفراش ، أو أستمر في العمل ، وأواصل العمل لليوم التالي ...أما في حالة السفر ، فالأصل فيها الأرق ، والنوم استثناء ، والبحث عن النوم في حالة السفر كالبحث عن العدل في الوطن العربي ..!لذلك وطنت نفسي في حالات السفر أن أعمل وأتأمل ... بلا نوم ...! للشاعر عبدالرحمن يوسف | |
|